مصادر محادثات الرئيس السادات رحمه الله مع وزير الخارجية اﻷمريكي هنري كيسنجر:-
- كثير من الناس بما فيهم البعض من الكتاب يقول أن المحادثات بين الرئيس السادات رحمه الله و هنري كيسنجر لا يوجد لها مصادر غير المصادر اﻷمريكية و بالتحديد مذكرات هنري كيسنجر، حيث يدعي هؤلاء - و منهم للأسف من هم كتاباً كباراً - أن هذه المحادثات لم يدونها أحد غير هنري كيسنجر. و هذا غير صحيحا جملة و تفصيلاً! إن أحد المصادر ((النزيهة)) الذي نقل هذه المحادثات هو وزير الخارجية اﻷسبق إسماعيل فهمي الذي حضر كل المحادثات بين السادات و كيسنجر كوزير للخارجية منذ ٢٩ أكتوبر ١٩٧٣ و حتى زيارة السادات القدس و نقل هذه المحادثات في كتابه (التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط)، حتى أن إسماعيل فهمي تقابل مع كيسنجر قبل الرئيس السادات عندما قابله في واشنطن لأول مرة يوم ٢٩ أكتوبر ١٩٧٣ بعد وقف إطلاق النار.
و عندما أقول مصدر ((نزيه)) فهذا هو ((أهم)) مافي الموضوع. ﻷنه من المعروف أن هنري كيسنجر لا يذكر الحقائق بل يتعمد الكذب أو إخفاء الحقائق.
فها هو المشير الجمسي و وزير الخارجية السابق إسماعيل فهمي يقولان في أكثر من موضع في مذكراتهما أن هنري كيسنجر يتعمد إخفاء أو تزوير الحقائق. فعلى سبيل المثال يذكر إسماعيل فهمي كيف أن هنري كيسنجر أخفى في مذكراته الجهد الذي بذله المشير الجمسي في المشاورات التي كانت بينه و بين الرئيس حافظ الأسد لرسم خطوط فض الاشتباك الأول.
إسماعيل فهمي أورد كل المميزات في أفعال الرئيس السادات بحيادية ((يندر وجودها)) على الرغم من الخلاف العميق بينه و بين السادات، ولم يكن انتقائيا في سرده للتفاصيل بحيث يزيف الحقائق ليُظهر من يخالفه الرأي بشكل سلبي ليسيء إليه. و للأسف فالكاتب محمد حسنين هيكل قال في أحد حلقاته (مع هيكل) يوم ٢٨ يناير ٢٠١٠ فى موقع قناة الجزيرة .
رابط الحلقة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن محادثات الرئيس السادات ليس لها مصادر إلا مذكرات هنري كيسنجر و ما نقله كيسنجر لغيره شفهياً من السياسيين أو الكتاب.
و هذا غير صحيح من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل سامحه الله، ﻹن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بالقطع قرأ مذكرات إسماعيل فهمي (التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط) و بالقطع رأى كيف ذكر إسماعيل فهمي كل شيء في هذه المحادثات بما فيها "ما رآه تميزاً في أداء السادات السياسي أثناء حرب أكتوبر و المحادثات السياسية مع الولايات المتحدة".
و للأسف الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لن يشير لمذكرات إسماعيل فهمي، و حتى لو أشار إليها فإنه سوف ينتقي السيئ لا لشيء إلا ليسيء للسادات حتى و لو كان ذلك بإخفاء الحقائق التي يعرضها إسماعيل فهمي دون اﻷخذ بالاعتبار أن هذا الإخفاء المتعمد و الانتقائية في المعلومات بشكل مشوه للحقائق قد يضع مصر سياسياً على المحك.
- للأسف لم يشر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إلى أن حافظ اﻷسد هو من طلب رفع حظر البترول، وهذا مثبت تفاصيله في كتاب إسماعيل فهمي ﻷنه هو من حضر اجتماعات رفع حظر البترول كوزير للخارجية و لم يحضره هيكل.
- و لم يشر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن حافظ اﻷسد هو من طلب يوم ١ أكتوبر (( قبل)) بدئ حرب أكتوبر ١٩٧٣ بأن يتم وقف إطلاق النار بعد ٤٨ ساعة من بداية القتال.
- و لم يشر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن السوريين أوقفوا القتال فعلياً بعد ٤٨ ساعة من بداية حرب أكتوبر ١٩٧٣ بعد أن وصلت القوات السورية لبحيرة طبرية حيث كانت قيادة البعث قدرت أنها تحتاج ليومين للوصول لبحيرة طبرية.
- و لم يذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ما ذكره إسماعيل فهمي أن الرئيس السادات هو من ساعد حافظ اﻷسد في عمل فض اشتباك على الجبهة السورية على الرغم من حملاته المسمومة التخوينية الغير مبررة لمصر في فض الاشتباك اﻷول و الثاني.
- كل هذا لم يشر كاتبنا الكبير هيكل إليه في أي من كتبه على الإطلاق سامحه الله لا لشيء إلا ليتصيد للسادات أي شيء سيء!! بل حتى أنه غير الحقائق بادعائه مثلاً أن السادات هو من طلب رفع حظر البترول و هذا غير صحيح حيث أن حافظ اﻷسد هو من طلبه حتى توافق أمريكا للتوسط عند إسرائيل لعمل فض اشتباك على الجبهة السورية.
- أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قال في برنامجه يوم ٢٨ يناير ٢٠١٠ أن المصدر الوحيد لمحادثات هنري كيسنجر مع الرئيس السادات هو مذكرات هنري كيسنجر أو ما نقله كيسنجر لصحفيين أو مؤرخين آخرين. و لكن هذا غير مقبول إطلاقاً ﻷن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يعلم بالقطع عن مذكرات إسماعيل فهمي الذي كان وزيراً للخارجية و حضر مقابلات كيسنجر مع السادات.
تجدر الإشارة أن كتاب وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي (التفاوض من أجل السلام في الشرق اﻷوسط) يذكر بحقائق واضحة كيف أن جمال عبد الناصر أعطى إمكانية للإتحاد السوفيتي أن يتحدث بالنيابة عن مصر مع الولايات المتحدة في قضية النزاع العربي الإسرائيلي. و كيف أدت هذه السياسة لخسائر فادحة لمصر على الصعيد الدولي ، وهو ما عمل على مقاومته إسماعيل فهمي و حققه بنجاح.